سورة الهمزة - تفسير تفسير الألوسي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الهمزة)


        


{كَلَّا لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4)}
{كَلاَّ} ردع له عن ذلك الحسبان الباطل أو عنه وعن جمع المال وحبه المفرط على ما قيل واستظهر أنه ردع عن الهمز واللمز وتعقب بأنه بعيد لفظًا ومعنى وأنا لا أرى بأسًا في كون ذلك ردعًا له عن كل ما تضمنته الجمل السابقة من الصفات القبيحة وقوله تعالى: {لَيُنبَذَنَّ} جواب قسم مقدر والجملة استئناف مبين لعلة الردع أي والله ليطرحن بسبب أفعاله المذكورة {فِى الحطمة} أي في النار التي من شأنها أن تحطم كل من يلقي فيها وبناء فعلة لتنزيل الفعل لكونه طبيعيًا منزلة المعتاد. والحطم كسر الشيء كالهشم ثم استعمل لكل كسر متناه وأنشدوا:
انا حطمنا بالقضيب مصعبا *** يوم كسرنا أنفه ليغضبا
ويقال رجل حطمة أي أكول تشبيهًا له بالنار ولذا قيل في أكول. كإنمافي جوفه تنور، وفسر الضحاك الحطمة هنا بالدرك الرابع من النار وقال الكلبي هي الطبقة السادسة من جهنم وحكى القشيري عنه أنها الدرك الثاني وقال الواحدي هي باب من أبواب جهنم وزعم أبو صالح انها النار التي في قبورهم وليس بشيء وقوله تعالى:


{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5)}
{وَمَا أَدْرَاكَ مَا الحطمة} لتهويل أمرها ببيان انها ليست من الأمور التي تنالها عقول الخلق وقرأ علي كرم الله تعالى وجهه والحسن بخلاف عنه وابن حيصن وحميد وهرون عن أبي عمرو {لينبذان} بضمير الاثنين العائد على الهمزة وماله وعن الحسن أيضًا لينبذن بضم الذال وحذف ضمير الجمع فقيل هو راجع لكل همزة باعتبار أنه متعدد وقيل له ولعدده أي اتباعه وانصاره بناء على ما سمعت في قراءته هناك وعن أبي عمرو لننبذنه بنون العظمة وهاء النصب ونون التأكيد وقرأ زيد بن علي رضي الله تعالى عنه في الحاطمة وما أدراك ما الحاطمة.


{نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6)}
{نَارُ الله} خبر مبتدأ محذوف والجملة لبيان شان المسؤول عنها أي هي نار الله {الموقدة} بأمر الله عز وجل وفي إضافتها إليه سبحانه ووصفها بالايقاد من تهويل ما لا مزيد عليه.

1 | 2 | 3